-A +A
سلطان الزايدي
في مجال كرة القدم التنافسية من أهم العوامل لصنع النجاح: الاستقرار الإداري، والفني، وخلق بيئة مناسبة للعمل. هذه العوامل متى ما توفرت ستكون النتائج جيدة في المجمل، لكن، في الوقت نفسه، لا يمكن أن يطالب الجمهور الرياضي بالاستقرار طالما أن تفاصيل العمل غير جيدة، ولا يمكن البناء عليها لفترة زمنية أطول، ومن هنا تظهر المطالبات بالتغيير في بعض هذه العناصر، على سبيل المثال: نادي النصر لديه مشاكل إدارية واضحة ومتكررة، انعكست سلباً على نتائج الفريق؛ لذلك من الصعب أن تجد مَن يطالب بالاستقرار الإداري، خاصة إذا أمضت الإدارة أكثر من نصف المدة في إدارة شؤون النادي، ومن الطبيعي أن تشاهد مَن يطالب بالتغيير طالما أن النتائج لم تتحسن.

في النصر -تحديداً- لن يقبل جمهوره أن يبتعد فريقهم عن تحقيق الإنجازات ثلاث سنوات متتالية، فهم يعتبرون ناديهم من القمم التي يجب أن يكون لها مكتسبات في كل موسم، وحين لا يحدث هذا الأمر يجنّ جنونهم، ويسعون جاهدين لتغيير مكامن الخلل، وفي هذه الفترة -تحديداً- كل السهام موجهة إلى إدارة «مسلي آل معمر» التي فشلت فشلاً ذريعاً في تقديم فريق يحقق تطلعات جمهور النصر، وبالأدلة الواضحة يمكن كشف حقيقة هذا الأمر من بداية مرحلة الإعداد إلى يومنا هذا، فالمعسكر في إسبانيا، وتحديداً في ماربيا، أكبر خطأ؛ لأن المدينة كطقس في تلك الفترة لا تصلح، بعدها كان المطلوب من الإدارة تأمين كل احتياجات الفريق من العناصر، والاستغناء عن بعض الأسماء التي لم تقدم شيئاً للفريق على الصعيد الأجنبي والمحلي؛ ليفاجئ الجمهور باستمرار كل الأسماء التي لا تخدم الفريق مثل: «بيتي مارتينيز» و«ماشاريبوف»، وفي الجانب المحلي التجديد مع «حمد المنصور»، الذي لم يلعب أي مباراة من لحظة التجديد معه، والتعاقد مع حارس أجنبي بعد إصابة الحارس الأساسي «أوسبينا» من الأخطاء الكارثية التي وقعت فيها الإدارة في ظل تألق «نواف العقيدي»، وبالتالي خسر النصر عنصراً أجنبيّاً كان من الممكن أن يفيد الفريق، ويأتي بعدها القرار الأسوأ في هذا الموسم إقالة المدرب الفرنسي «جارسيا»، في فترة يرفض فيها المغامرة بقرار كهذا، فمراحل الحسم تتطلب الاستقرار والحوار مع كل المنظومة؛ لإكمال الموسم كفريق منافس وجاهز لحصد أي لقب، مما سبق يتضح لنا سوء عمل الإدارة فيما يخص فريق كرة القدم، أما بقية الجوانب المتعلقة بالاستثمار لم نلمس فيها أي تحسن؛ لا عقود رعاية واضحة يستند عليها النادي، ولا مشاريع استثمارية قادمة تخدم النادي في المستقبل؛ لذا أصبح من المهم أن تعلن إدارة النصر استقالتها، وفتح باب الترشح لرئاسة نادي النصر، فقد توقع الجمهور النصراوي حدوث هذا الأمر بعد خروج النصر من كأس الملك في نصف النهائي على يد الوحدة، الذي لا يقارن بالنصر بأي حال من الأحوال، لكن مع الأسف هذا الأمر لم يحدث، وما زال جمهور النصر ينتظر استقالة رئيس مجلس إدارته!


دمتم بخير،،،